آية عبد الرحيم أبو كريشة تغرد ....
يوميَّات مواهب إبداعية
آية عبد الرحيم أبو كريشة
"عَلِمتُ أنَّ رزقي لن يأخذه غيري فاطمأنَّ قلبي"
«يُؤْتِيكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مُنْكُمُ»
استوقفتني هذه الآية قليلا، وتذكَّرتُ بعض الأحوال التي مررتُ بها في حياتي.
مُنعتُ عن أشياءَ، وحُرِمتُ من أخرىٰ، وفرَّطتُ في أمور عِدَّة، وفاتتني فُرص كثيرة، وكلُّ هذا كان بغير إرادتي.
مع أنني كُنتُ قادرة على استثمار تلك الفُرص، وإذا استثمرتُها كنتُ ربحت بها، وكنت تفوَّقتُ على أقراني، ولكنها إرادة الله!
فهو:
_ منعني؛ ليعطيني!
_وحرمني في ذاك الوقت؛ ليُبهرني بعطائه فيما بعد!
_ أحزنني؛ ليُثلجَ صدري!
_أبكاني حزنًا وضيقًا؛ لِيُبكيني فرحًا وسعادة وسِعة!
كُلُّ هذا وأكثر!
فهو الله.. إلهي، وخالقي، ورازقي.
يَعْلمُ ما ينفعني؛ فيُقرِّبهُ منِّي ويُقَرِّبنِي مِنهُ.
ويعلم ما يَضُرُّنِي؛ فيُبعدهُ عنِّي، ويُبْعِدني عنهُ.
ثم يجمعني في آنٌ مناسب مع ما يراهُ خيرًا لي _وليس بالضرورة أن أراهُ أنا خيرًا_ فربُّ الخير لا يأتي إلَّا بالخيرِ، حتَّى وإن رأيتُ العكس.
هناك حِكْمَةٌ من المنع _لا أعْلَمُهَا أنا ولا أنت_ و يعلمها الله وحده.
حكمةٌ ربَّانيَّة لا تعيها العقول البشريّة إلّا بعد حين من حدوثها، ولا يعيها إلّا ذو عقلٍ حكيم، وقلبٍ سليم!
وهنا يظهر المؤمن القوي.. الحقّ: الذي يطمئن لجميع أقدار الله، ويستسلم لها وهو مُوقِنٌ بأنَّ الله _تعالى_ في يوم ما سيرزقه، ويعطيه فوق ما يتمنَّىٰ ويتخيَّل.
فقلبه قد أضاء واستنار بنور الله، وسَبَحَ في وحدانية الله_تعالى_ وعَلِمَ بأنَّ الله عدلٌ حكيمٌ في قضائه وتقسيمه.
فكُلُّ أقدار الله خيرٌ لنا، وإذا تلقيناها بصدر رحب، وتيقَّنَّا واطمأننَّا وظَننَّا بأن الله سيعوضنا بخير مما أُخِذَ مِنَّا؛ سيُبهِرُنا الله بالفرج والرِّزق الذي لا يُعدُّ ولا يُضاها، تعوِيضًا لِكُلِّ ما ضاقت به صدورنا، وذرفت به أعيُنَنا.
وعندها نقول صدق الله _ تعالى_ حين قال: «يُؤتِكُم خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُم».
تعليقات
إرسال تعليق