مصير مدحت ثروت مصر 🇪🇬
مصير
مدحت ثروت مصر 🇪🇬
أفاق من ظلمة غيبوبته، ضربات قلبه المتلاحقة تروي قصة عذابه،
يكاد يتجمد داخل سرير معلَّق على جرَّار حديدي ثقيل كأحمال عمره،
لكزه بقدميه ظانا أنه سيخرج إلى النور، صريره زاد من هلعه ليخرج
إلى ظلامٍ أكبر..
الظلام الدامس البارد يكاد يقتل الحياة فيه تمتم بكلماتٍ مرتعشة من الدهشة والخوف وعيناه جاحظتان في الظلام:
أين أنا ؟
لماذا يضعونني في ثلاجة الموتى وأنا ما زلت حيًّا ؟
صوت مذيعة الأخبار الشهيرة تعلن خبر موتهم جميعا، وابتسامة صفراء تعلو وجهها
المتواري خلف مساحيق التجميل، ظل يطرق الأبواب بقوة يستجدي
عطف من يقيمه من موته المزعوم دون مجيب، وعند انقشاع الظلام.
تسلَّل شعاع الشمس من الباب الموصَّد الضخم ذو المقبض الحديدي
الذي يكاد ينهي حياة الكثيرين فوجد على ثلاجات الموتى مكتوبًا: مرتشٍ، قاتلٌ، سارقٌ، جاسوسٌ… تسلَّلت القشعريرة إلى
جسده فانتفضت يداه وهو يحاول فتحها. الأجساد المسجاة قلبها ينبض
بالحياة وصيحات التجديف واللعنة
رائحة ضمائرهم العفنة زكمت أنفه
فردَّ السرير إلى موضعه بسرعة ، هاله أنه لم يجد على ثلاجته كلمة تحدِّد ضميره.
دام تميزكم
ردحذف